سورة المؤمنون - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المؤمنون)


        


قوله تعالى: {وَشَجَرةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنآءَ} هي شجر الزيتون، وخصت بالذكر لكثرة منفعتها وقلة تعاهدها.
وفي طور سيناء خمسة تأويلات:
أحدها: أن سيناء البركة فكأنه قال جبل البركة، قاله ابن عباس، ومجاهد.
الثاني: أنه الحسن المنظر، قاله قتادة.
الثالث: أنه الكثير الشجر، قاله ابن عيسى.
الرابع: أنه اسم الجبل الذي كلم الله عليه موسى، قاله أبو عبيدة.
الخامس: أنه المرتفع مأخوذ من النساء، وهو الارتفاع فعلى هذا التأويل يكون اسماً عربياً وعلى ما تقدم من التأويلات يكون اسماً أعجمياً واختلف القائلون بأعجميته على ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه سرياني، قاله ابن عباس.
الثاني: نبطي.
الثالث: حبشي.
{تَنْبُتْ بِالدُّهْنِ} اختلف في الدهن هنا على قولين
أحدهما: أن الدهن هنا المطر اللين، قاله محمد بن درستويه، ويكون دخول الباء تصحيحاً للكلام.
الثاني: أنه الدهن المعروف أي بثمر الدهن.
وعلى هذا اختلفوا في دخول الباء على وجهين:
أحدهما: أنها زائدة وأنها تنبت الدهن، قاله أبو عبيدة وأنشد:
نضرب بالسيف ونرجو بالفرج *** فكانت الباء في بالفرج زائدة كذلك في الدهن وهي قراءة ابن مسعود
الثاني: أن الباء أصل وليست بزائدة، وقد قرئ تنبت بالدهن بفتح التاء الأولى إذا كانت التاء أصلاً ثابتاً. فإن كانت القراءة بضم التاء الأولى فمعناه تنبت وينبت بها الدهن ومعناهما إذا حقق متقارب وإن كان بينهما أدنى فرق. وقال الزجاج: معناه ينبت فيها الدهن، وهذه عبرة: أن تشرب الماء وتخرج الدهن.
{وَصِبْغٍ لِّلآكِلِينَ} أي إدام يصطبغ به الآكلون، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الزَّيتُ مِنْ شَجَرةٍ مُبَارَكَةٍ فَائْتَدِمُواْ بِهِ وَادَّهِنُوا» وقيل إن الصبغ ما يؤتدم به سوى اللحم.


قوله عز وجل: {مَا سَمِعْنَا بِهذَا فِي ءَابَائِنَا الأَوَّلِينَ} فيه وجهان
أحدهما: ما سمعنا بمثل دعوته.
والثاني: ما سمعنا بمثله بشراً أتى برسالة من ربه.
وفي أبائهم الأولين وجهان:
أحدهما: أنه الأب الأدنى، لأنه أقرب، فصار هو الأول.
والثاني: أنه الأب الأبعد لأنه أوّل أبٍ وَلدَك.
{فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ} فيه وجهان
أحدهما: حتى يموت.
الثاني: حتى يستبين جنونه.


قوله: {وَفَارَ التَّنُّورَ} فيه أربعة أقاويل
أحدها: تنور الخابزة، قاله الكلبي.
الثاني: أنه آخر مكان في دارك، قاله أبو الحجاج.
الثالث: أنه طلوع الفجر، قاله علي رضي الله عنه.
الرابع: أنه مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لاشتداد الأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الآن حَمِيَ الوَطِيسُ» قاله ابن بحر.
قوله تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً} قراءة الجمهور بضم الميم وفتح الزاي، وقرأ عاصم في رواية بكر بفتح الميم وكسر الزاي والفرق بينهما أن المُنزَلَ بالضم فعل النزول وبالفتح موضع النزول.
{وَأَنتَ خَيْرٌ الْمُنزِلِينَ} في ذلك قولان:
أحدهما: أن نوحاً قال ذلك عند نزوله في السفينة فعلى هذا يكون قوله مباركاً يعني بالسلامة والنجاة.
الثاني: أنه قاله عند نزوله من السفينة، قاله مجاهد. فعلى هذا يكون قوله مباركاً يعني بالماء والشجر.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8